Child Holding Clear Glass Jar With Yellow Light

الأطفال في الحرب … وصحتهم النفسية

صحة الأطفال في زمن الحرب من أكثر القضايا الملحة والحساسة، حيث يتعرض الأطفال لآثار نفسية وجسدية تؤثر على نموهم وصحتهم العامة، وقد تستمر تلك الآثار طيلة حياتهم. تصبح البيئة المحيطة بالأطفال غير آمنة، حيث يفقدون الاستقرار والأمان ويتعرضون لمشاهد العنف والدمار، ما يؤثر على صحتهم النفسية ويولد لديهم شعورًا دائمًا بالخوف والقلق

يواجه الأطفال في مناطق الحروب نقصًا حادًا في الرعاية الصحية والغذاء والماء النظيف، مما يزيد من احتمالية إصابتهم بأمراض مزمنة وحادة. فالخدمات الطبية تصبح غير متاحة أو محدودة، مما يحرم الأطفال من التطعيمات والرعاية الطبية الأساسية، ويجعلهم أكثر عرضة للأمراض المعدية مثل الحصبة والملاريا والإسهال، التي قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان. كما يؤدي نقص الغذاء إلى سوء التغذية، مما يؤثر على نمو الأطفال البدني، ويضعف مناعتهم ويجعلهم غير قادرين على مقاومة الأمراض

تتعرض صحة الأطفال النفسية لضغوط شديدة خلال فترات الحروب، حيث يشعر الأطفال بالخوف من الانفجارات، وفقدان أفراد الأسرة، وتدمير منازلهم ومدارسهم. قد تؤدي هذه التجارب إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، وغالبًا ما تتجلى هذه الاضطرابات في شكل صعوبات في النوم، والانطواء، وفقدان الشهية ويمتد تأثيرها حتى بعد انتهاء الحرب، مما يجعل من الصعب على الأطفال التكيف مع الحياة الطبيعية

يتأثر التعليم بشكل كبير في مناطق الحروب، حيث تُغلق المدارس أو تُدمر، مما يحرم الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم ويعيق تنميتهم الفكرية كما يفقد الأطفال فرص اللعب والاستكشاف، ما يعيق تطورهم الاجتماعي والعاطفي، ويجعلهم أقل قدرة على بناء مهارات التفاعل الاجتماعي وإدارة المشاعر، مما يؤثر على علاقاتهم وقدرتهم على التكيف في المستقبل

تتطلب صحة الأطفال في زمن الحرب تدخلات عاجلة وشاملة، تشمل توفير الرعاية الصحية والطعام والماء النظيف والدعم النفسي تعمل المنظمات الإنسانية على توفير الملاجئ والمراكز الطبية وبرامج الدعم النفسي، لكن تظل التحديات كبيرة، وتحتاج الجهود إلى دعم دولي وإقليمي مستمر

إن الحرب تؤثر على الأطفال بطرق عميقة ومعقدة تهدد مستقبلهم وصحتهم. توفير الدعم اللازم للأطفال في مناطق النزاعات هو مسؤولية جماعية، إذ يتطلب جهودًا لتقديم الرعاية الصحية وتعزيز الصحة النفسية وضمان حقهم في التعليم والحياة الكريمة، حتى ينعموا بطفولة آمنة وبيئة تضمن لهم مستقبلًا أفضل

2 thoughts on “الأطفال في الحرب … وصحتهم النفسية”

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

×