pexels-photo-29065605-29065605.jpg

الصحة النفسية في زمان الحرب

في زمن الحرب، تتعرض الصحة النفسية للعديد من التحديات التي تُثقل كاهل الإنسان وتترك ندوباً عميقة في النفس لا تقتصر الآثار السلبية للنزاعات المسلحة على الدمار المادي وخسائر الأرواح فحسب، بل تمتد لتشمل أيضاً تدمير الأرواح، حيث يصبح الأمان مفقوداً، ويعيش الأفراد في حالة مستمرة من القلق والخوف من المجهول. فالناس مضطرون لمواجهة مشاهد مرعبة ومواقف تفوق قدرتهم على التحمل، مما يترك في نفوسهم ألماً يصعب تجاوزه

أحد التأثيرات النفسية الشائعة في زمن الحرب هو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، الذي يحدث عندما يجد الفرد نفسه غير قادر على التخلص من ذكريات الأحداث المؤلمة هذه الذكريات تلاحقه في الأحلام أو حتى في الأوقات التي يشعر فيها بالأمان، ليعيش في دوامة من الكوابيس والقلق الذي لا ينتهي. كما يعاني الكثيرون من الاكتئاب والشعور بالعجز، حيث تتلاشى لديهم الرغبة في الاستمرار وتسيطر عليهم مشاعر اليأس، خاصةً مع غياب الأمل في حياة طبيعية أو مستقبل واضح

إضافة إلى ذلك، يصعب على العديد من الأشخاص التكيف مع الواقع الجديد. يجد البعض أنفسهم غير قادرين على العودة إلى روتين الحياة العادية، بل ويشعرون بأنهم عالقون في حلقة مفرغة من الخوف والحزن، فيتأثرون في قدرتهم على أداء المهام اليومية أو اتخاذ القرارات البسيطة

لهذا، فإن توفير الدعم النفسي في زمن الحرب يصبح ضرورة حتمية. فالدعم النفسي ليس مجرد رفاهية، بل هو حاجة أساسية للتخفيف من عبء الألم النفسي. من خلال الاستشارات النفسية وجلسات العلاج النفسي، يمكن للناس تعلم كيفية التعامل مع التوتر والصدمات والتأقلم مع الظروف المحيطة. يلعب الدعم المجتمعي أيضاً دوراً مهماً، حيث يتيح للأفراد مشاركة مشاعرهم وتجاربهم، ويمنحهم شعوراً بأنهم ليسوا وحدهم في هذا الألم، مما يعزز لديهم القوة للاستمرار

وبعد انتهاء الحرب، تظل الآثار النفسية متجذرة في النفوس. ولهذا، يجب أن تكون برامج الدعم النفسي جزءاً من جهود إعادة الإعمار هذه البرامج تساعد الأفراد على معالجة الألم، وتساهم في بناء مجتمع قوي قادر على مواجهة المستقبل، مهما كانت الظروف

بقلم وحيد جلال

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

×