القرآن الكريم يتناول موضوعات متعددة تمس حياة الإنسان، بما في ذلك الصحة والطب فرغم أن القرآن ليس كتاباً طبياً بحد ذاته، إلا أن العديد من آياته تفتح المجال للتأمل في آيات الخلق والجسم البشري، كما تتناول بعض الجوانب المرتبطة بالحفاظ على صحة الإنسان وأهمية الوقاية والتداوي
أحد أبرز المفاهيم الطبية التي تتناولها الآيات هو مفهوم التداوي، حيث شجعت السنة النبوية على البحث عن العلاج من الآيات التي تشير إلى ذلك، قول الله تعالى في سورة الشعراء: “وإذا مرضت فهو يشفين”، مما يؤكد على أن الله هو الشافي، ومع ذلك فإن البحث عن العلاج والتداوي أمر مقبول ومستحب
كما نجد في القرآن اهتمامًا كبيرًا بنظافة الجسم والطهارة، حيث يعتبر التطهر ركنًا أساسيًا في العبادات، كأداء الوضوء قبل الصلاة، والغسل بعد بعض الحالات. هذا الاهتمام يعكس الأهمية التي يُوليها الإسلام للنظافة الشخصية، وهي من القواعد الأساسية للصحة الجيدة
وبالإضافة إلى ذلك، نجد إشارة إلى الأطعمة والأشربة النافعة، مثل العسل. ففي سورة النحل، يقول الله تعالى: “يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس هذه الآية تشير إلى فوائد العسل الصحية، والذي يعتبر من الأغذية المفيدة التي تستخدم لأغراض طبية وعلاجية في الطب الحديث
القرآن أيضًا يشير إلى أهمية التوازن في الطعام والشراب والابتعاد عن الإسراف، كما في قوله تعالى في سورة الأعراف: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين” هذه التوصية تعتبر من مبادئ الطب الوقائي التي تُشدد على أهمية الاعتدال للحفاظ على الصحة
ويدعو القرآن أيضًا للتأمل في الجسد وآيات الخلق، حيث تذكّر الآيات بقدرة الله في خلق الإنسان وتكوينه بشكل معجز، مثلما ورد في سورة المؤمنون: “ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين” هذه الآيات تثير الفضول العلمي لدراسة أسرار الخلق ونمو الإنسان، وقد ألهمت العلماء المسلمين للبحث في الطب وعلوم الأجنة
بهذا، يمكن القول إن القرآن الكريم يشجع على الحفاظ على الصحة والبحث عن العلاج، ويهتم بأسس الطب الوقائي، ويفتح المجال أمام الإنسان للتأمل في خلقه ومعرفة أسرار الجسم البشري
بقلم وحيد جلال