في زمن تُكتب فيه البطولات بدماء الأبرياء ودموع الأمهات، يقف الدكتور حسام أبو صفية شاهدًا على صمود الإنسان في وجه الهمجية الطبيب الذي اختار أن يبقى في ساحة المعركة، ليس مسلحًا إلا بضميره الطبي وقسمه الإنساني
لم يكن الدكتور أبو صفية مجرد مدير لمستشفى كمال عدوان في غزة، بل كان حصنًا للطواقم الطبية، وأبًا لكل طفل خائف، وجدارًا يتحدى القصف والنار وعندما جاءت آلة الحرب لتدمّر المستشفى وتحرق الأقسام، لم يتراجع. بل واصل أداء رسالته، ورفع صوته عاليًا رغم القيود التي أرادوا أن يضعوها حول معصميه
اعتقاله لم يكن حدثًا عابرًا، بل كان شهادة جديدة على استهداف الاحتلال لكل رمز إنساني في غزة. لم يكن الدكتور حسام مجرد طبيب، بل قصة ترويها عيون المرضى وقلوب زملائه الذين رأوا فيه شجاعة لا حدود لها
إن قصة الدكتور أبو صفية ليست مجرد مأساة، بل درس في الإنسانية والكرامة درس يعيد تعريف البطولة بعيدًا عن الميادين العسكرية، لتصبح كل غرفة عمليات وكل سرير مريض، ساحة معركة جديدة للإنسانية في وجه الظلم
لعل صورته وهو يسير مرفوع الرأس بين جنود الاحتلال، ليست إلا رسالة للعالم: أن هناك في غزة رجالًا لا تنحني رؤوسهم، حتى لو قيدت أياديهم
“الدكتور حسام أبو صفية، اسم سيبقى محفورًا في ذاكرة غزة، وفي ذاكرة كل من آمن أن الإنسانية ليست مجرد كلمة، بل رسالة وحياة”
وحيد جلال