داء الكلب، المعروف أيضًا بالسُّعار، هو مرض فيروسي حاد يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج بسرعة ينتقل هذا المرض عبر فيروس السعار، الذي ينتشر عادة من خلال عضات الحيوانات المصابة يُعتبر الكلب الناقل الأساسي للمرض، لكن يمكن أن ينتقل أيضًا من حيوانات أخرى، مثل القطط، الثعالب، الخفافيش، وحيوانات برية أخرى
تبدأ أعراض داء الكلب بعد فترة حضانة قد تمتد من عدة أيام إلى عدة أشهر، وتشمل عدة مراحل. في المرحلة المبكرة، يعاني المصاب من الحمى، الصداع، الشعور بالتعب، والغثيان، وقد يشعر بألم أو حكة في منطقة العضة أما في المرحلة المتقدمة، تبدأ أعراض القلق والتهيج، والارتباك العقلي، والاكتئاب، ويصبح المصاب شديد الحساسية في المرحلة الأخيرة، يظهر الخوف من الماء (رهاب الماء) نتيجة لتشنجات حنجرية تمنعه من الشرب، كما تظهر صعوبة في التنفس، والهلوسة، والشلل، حتى يدخل المصاب في غيبوبة تؤدي إلى الوفاة
يحدث داء الكلب نتيجة فيروس السعار الذي ينتقل غالبًا من خلال عضات الحيوانات المصابة، حيث يدخل الفيروس عبر الجرح المفتوح إلى الجسم. يمكن أن ينتقل الفيروس أيضًا إذا تعرضت جروح أو أغشية مخاطية (كالعيون أو الفم) لإفرازات الحيوان المصاب. تُعد الكلاب الناقل الأساسي للفيروس في الدول النامية، بينما تمثل الخفافيش مصدرًا رئيسيًا للعدوى في بعض المناطق
إذا تعرض شخص للعض من حيوان يُشتبه في إصابته بالسعار، فيجب عليه اتخاذ إجراءات طبية فورية يشمل العلاج غسل مكان العضة جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة لتقليل احتمالية انتقال الفيروس بعد ذلك، يُعطى المصاب تطعيمًا وقائيًا يُعرف بالعلاج الوقائي بعد التعرض، ويشمل هذا التطعيم سلسلة من الحقن يجب أخذها فورًا بالإضافة إلى ذلك، قد تُعطى حقنة الغلوبولين المناعي لمنع الفيروس من التكاثر
تعد الوقاية من داء الكلب أمرًا ضروريًا، وتشمل التطعيم الوقائي للأشخاص المعرضين للخطر، مثل الأطباء البيطريين والعاملين مع الحيوانات البرية، إلى جانب التطعيمات المنتظمة للحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط من المهم أيضًا تجنب التعامل مع الحيوانات البرية أو الاقتراب منها
داء الكلب مرض قاتل إذا لم يُعالج في الوقت المناسب، لذا فإن الوعي بالمرض وأعراضه وطرق الوقاية منه أمر بالغ الأهمية للحد من انتشاره وحماية الإنسان