وسلاماً على قلب وطني، ذلك القلب الذي حمل أوجاع الأرض دون أن ينهار، والذي ظل نابضاً رغم كل الجراح وطنٌ يئن تحت ثقل الذكريات، لكنه يرفض أن يُطوى في صفحات النسيان
في كل شارعٍ هدمته الحرب، هناك قصصٌ تسكن الركام ذكرياتٌ لأطفال كانوا يلعبون، وأغانٍ كانت تتردد بين الجدران هناك منازل لم تعد كما كانت، لكنها ما زالت تحتفظ بأرواح أهلها، كأن الحيطان تأبى أن تنسى من عبروا منها
وسلاماً على كل زاويةٍ من هذا الوطن، زاويةٍ تنبض بالحياة رغم الموت، وتشهد على صمود شعبٍ يرفض الاستسلام في وجوه النساء اللاتي حملن الألم كوشاحٍ على أكتافهن، وفي عيون الرجال الذين بنوا الحلم من بين الأنقاض، وفي ضحكات الأطفال التي تعاند القهر، يظهر قلب الوطن بكل قوته
وسلاماً على التراب الذي ارتوى من دماء الأحرار، وعلى السماء التي شهدت دعوات الأمهات في الليالي الحالكة وسلاماً على البحر الذي احتضن صرخات الموج، وعلى الجبال التي وقفت شاهدةً على تاريخٍ كُتب بالدموع والأمل.
وطني، سلامٌ عليك في ضعفك وقوتك، في حزنك وفرحك أنت الحلم الذي نعيشه كل يوم، وأنت النبض الذي لا يموت، مهما حاولت السنين أن تثقل خطاك
وحيد جلال